Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Royaume du maroc
23 août 2019

المملكة المغربية : رسائل و توصيات ملكية حول إصلاح التكوين المهني، و جعله رافعة للتنمية المستدامة.

Screenshot_٢٠١٩-٠٨-٢٣-٠٢-١٦-٤٢-1

 

المملكة المغربية : رسائل و توصيات ملكية حول إصلاح التكوين المهني، و جعله رافعة للتنمية المستدامة.

مواقع المملكة المغربية
الرباط في 23 غشت 2019م.
بقلم الدكتورة عزيزة الطيبي.

Screenshot_٢٠١٩-٠٨-١١-١٥-١٦-٥٣-1

جاء في الخطاب الملكي " البكالوريا و الشواهد الجامعية ليست إمتيازا للرقي الإجتماعي، و التكوين المهني ضروري لتأهيل المغرب"
أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي بمناسبة الذكرى السادسة و الستين لثورة الملك و الشعب على التربية و التعليم بكل مستوياته و أنواعه لبناء مغرب متقدم و متطور، و دعا إلى العمل والاهتمام بالتكوين المهني، وبتأهيل الشباب، وخاصة في القرى، وضواحي المدن لأنه يعاني اكثر من الشباب في المناطق الحضرية والمجهزة، وأشار إلى أن التكوين المهني بمفهومه الواسع والحالي في ظل التطور العلمي والتكنولوجي، يعد قاطرة للإندماج المنتج في سوق الشغل، والذي أصبح يتطلب شروطا خاصة ومحددة، مثلما يساهم بشكل كبير في تنمية البلاد.
وشدد جلالته على أن الحصول على الباكالوريا، وولوج الجامعة والحصول على الشهادات "ليس امتيازا للرقي الاجتماعي، ولا يشكل سوى مرحلة في التعليم. وإنما الأهم هو الحصول على تكوين، يفتح آفاق الاندماج المهني، والاستقرار الاجتماعي والرقي، مضيفا أن النهوض بالتكوين المهني أصبح ضرورة ملحة، ليس فقط من أجل توفير فرص العمل، وإنما أيضا لتأهيل المغرب، لرفع تحديات التنافسية الاقتصادية، ومواكبة التطورات العالمية، في مختلف المجالات.
ولأن مفهوم الخطاب وتحليله أصبح من المفاهيم المتداولة داخل العديد من الأماكن و التخصصات العلمية ومن الممكن أيضا أن تتقاطع وتتفاعل استراتيجيات عديدة لتحليل الخطاب عبر هذه التخصصات العلمية، وجبت الإشارة إلى أهمية ما جاء به الخطاب السامي لمعالجة إخفاق الحكومة والمؤسسات التي لم تستطع القيام بواجباتها أحسن قيام,
وفي كل الأحوال يبقى الخطاب الملكي حاملا لرسائل مهمة، تسعى إلى توصيلها للمتلقي وإلى التأثير عليه ليقوم بواجباته وتحمل المسؤولية التي أسندت إليه، علما أن فهم هاته الرسائل والتوصيات، يتطلب وعيا ودراية بالحقائق لتفسيره تفسيرا صحيحا. لهذا لا ينبغي أن يتوقف تحليل الخطاب عند الحدود اللسانية للجملة أو الفقرة أو النص، بل يتحتم على المتلقي أن يتجاوز ذلك، إلى المضمون والمحتوى، وأن يراعي اجتماع الخصائص اللسانية و القضايا الفكرية والاعتبارات الأساسية والتي كانت وراء الخطاب، علما أن هذا الاجتماع هو الخطوة الأساسية لفهم أي خطاب، بل إن تحليل الخطاب يجب أن يتجاوز كل هذا إلى ما هو أعمق باعتماد الاستقراء و الاستنباط و التأويل مع الاستعانة بالأدوات المسهلة لفتح سبل الإشارات و الدلالات و التأويلات التي تربط النص بكافة الأجواء.
فرسالة جلالة الملك وضحت إخفاق الاستراتيجية المتعلقة بالتكوين المهني التي كان الشعب المعربين يتوخى منها إدماج الشباب وضمان الشغل والعيش الكريم والمساهمة في تحقيق التنمية، وأكد من جديد أن المغرب ما زال يراهن على التكوين المهني لتثمين الرأسمال البشري وكان جلالته على حق، لأن التكوين المهني في كل الدول الناجحة والمتقدمة، يعتبر ركيزة أساسية من الركائز المعتمدة في تأطير وتكوين جيل الشباب بل والكفاءات المهنية العليا القادرة على مسايرة تطور الاقتصاد العالمي بما في ذلك قطاع الصناعة والفلاحة والمعمار والصيد البحري والتكنولوجيا والفن والسياحة وغير ذلك من القطاعات الأساسية لبناء المجتمعات.
والكل يعرف اليوم ما لهاته القطاعات من ضرورة وأهمية، حيث تساهم كل يوم في دول عديدة في تحقيق قفزات نوعية لاقتصادها، والتي استوجبت بالطبع، توفير مختصين في مختلف المجالات المهنية والتقنية والفنية .... من حاملي الشهادات العلمية العليا وكذلك المؤهلات التقنية وهو ما دفع بجعل التكوين المهني في دول سبقتنا لذلك، ضمن الرؤية الاستراتيجية للإصلاح في قطاع التعليم منذ عشرات السنين.
فالتكوين المهني في المغرب يعتبر أحد قطاعات التعليم التي تتطلب التطوير والتجديد والإصلاح، نظرا لدوره الرئيسي في توفير اليد العاملة المختصة والمكونة علميا ومهنيا في مختلف القطاعات الاقتصادية، ومن هنا يأتي دوره في تثمين الرأسمال البشري وهو الموضوع الذي تمحور حوله خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، في ظل الرؤية الاستراتيجية التي وضعها وجعله كآلية أولية لتعميم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي وكقطاع يمأسس لبناء علاقة وطيدة بين الجامعات والمؤسسات التعليمية والمرافق التكوينية بشتى أنواعها، بالإضافة إلى وضع نظام خاص للكفاءات والخبرات لنجعل من الشباب رافعة للتنمية المستدامة.
الرؤية الاستراتيجية الخاصة بالتكوين المهني تستدعي تعزيز موقع التكوين المهني في التعليم المدرسي بجميع مستوياته من الإعدادي إلى العالي، وذلك من خلال خلق مسار للتعليم المهني ينطلق ولم لا ؟ من الابتدائي (بالتحسيس بأهمية العمل والإنتاج والمشاركة في العمل واستعمال الوسائل والأدوات للابتكار والتجديد) إلى الإعدادي والجامعي، ويجب وضع آليات الانتقاء والولوج إلى المؤسسات التكوينية حسب معايير محددة، والاهتمام بتطوير المهارات الذهنية واليدوية والفنية وتنمية الإبداع والابتكار في المناهج التعليمية في كل المستويات.
التكوين المهني له قيمة مضافة إلى التكوين النظري إذ يشكل في توجهه الحالي مجالا تعليميا هاما ورافعة لتعزيز وتطوير الإنتاج وتحقيق التنمية الاقتصادية ببلادنا. لهذا فقطاع التكوين المهني مطالب بتوفير كفاءات مختصة لمواكبة البرامج التنموية والورشات الكبرى لتنمية البلاد، ولا يمكن لأية تنمية أن تستمر اليوم إلا بتحسين جودة التكوين بشتى أنواعه ومستوياته، عبر إنجاح الاندماج بين التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني والتشغيل.
للأسف، رغم المجهودات المبذولة لا تزال منظومة التكوين المهني في المغرب تعاني من محدودية الفهم لهذا القطاع ولأهميته من طرف المسؤولين، فلا عجب إذا عم التقليل منه وعدم فهم أهمية التكوين المهني في حياة الإنسان قبل أي شيء آخر.
فخطاب جلالة الملك جاء بجواب عن إخفاق مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل في مهامه وفي المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
التكوين المهني في المغرب ما زال يعاني من نواقص وإخفاقات منها أن طاقة الاستقبال لا تستجيب للطلب المتزايد عليها، بل وتسجل عجزا في الاستجابة لحاجات النسيج الاقتصادي المتطور، بسبب محدودية مساهمة الفاعلين الاقتصاديين في تطوير أنماط التكوين المرتبطة بالوسط المهني، وضعف الجسور والممرات مع التعليم المدرسي، وهو الأمر الذي أوصى به جلالة الملك لاستدراكه، إذ حث على ربط التكوين المهني بالتعليم، وبذل نفس المجهود إزاء التعليم العالي, وهنا يجب الوقوف عند معنى التعليم الجامعي ليس امتيازا، لنقول بكل بساطة : ما جدوى شهادات عليا من جامعات كبيرة ورفيعة المستوى إذا اقتصرت على تكوين نظري بدون تطبيق، وما جدواها إذا لم يكن المجال متهيئا لتطبيقها على أرض الواقع، وما فائدة شهادات عليا دون الخبرة والكفاءة اللتان تأتيان بالتكوين والتدريب على أرض الواقع وتطويره عبر الطرق والوسائل والآليات المهيأة لذلك ؟
صحيح، فالتكوين المهني هو ذلك العنصر الذي نفتقده في بلادنا ن وأعني التكوين الصحيح والمناسب لحاجيات سوق الشغل موازاة مع حاجيات التنمية الاقتصادية للبلاد، علما أنه شكل عنصرا هاما ضمن الرؤية الاستراتيجية للإصلاح المتعلق بالفترة 2015-2030 في إطار تكريس مبدأ مدرسة الجودة للجميع، وهذا ما جاء في الخطاب السامي لعل المسؤولين ينهضون ويقومون بواجباتهم قبل فوات الأوان.
جلالة الملك في خطابه السامي، طرح الحلول المستقبلية لإصلاح هذا القطاع الهام، من خلال حثه على مراجعة نظام التوجيه ودوره في رسم مسار مهني في إطار استراتيجية شمولية تقوم على محاور رئيسية تشمل الإدماج المهني والتربية والتكوين وإشراك الشباب في بلورة أي تصور للإصلاح وللتنمية التي ما زلنا ننتظر تصميم نموذجها الجديد.
للأسف ميزانيات هامة رصدت للقطاع، لكن برمجة وجودة التكوين ما زالتا بعيدتان عن الأهداف المنتظرة، ولا تستجيب لمتطلبات الاقتصاد الوطني اليوم لأسباب أخرى منها سوء التسيير وضعف التدبير للبرامج وعدم التتبع والتقييم للبرامج والمشاريع الخاصة بالقطاع.
اليوم ، ومع خطاب جلالة الملك، يجب أن تعطى القيمة الضرورية والمكانة الخاصة لقطاع التكوين المهني وجعله مسلكا من مسالك وفتح آفاق استكمال التكوين أمام الخريجين حتى يصبح مفتاحا لتحقيق النجاح المهني والارتقاء الاجتماعي وكسر الصورة النمطية التي جعلت منه طيلة سنين رديفا للفشل الدراسي.
بعض التوصيات الهامة التي يجب الإشتغال عليها :.
- وضع نظام التكوين المهني طبقا لحاجيات سوق الشغل،
- مواكبةاللتطور العالمي في كل المجالات التي تتطلب تكوينا مهنيا متطورا
- تتبع وتحفيز القطاع الخاص ليساهم في نجاح استراتيجية التكوين وادماج الشباب.
- وضع مخطط استعجالي وتعزيز العرض التكويني.
- تقييم الخصاص بالنسبة لعدد المؤسسات الضرورية للإستجابة لمختلف البرامج الحكومية الهادفة إلي تطوير القطاعات الاقتصادية.
- تقييم الحاجيات من الموارد البشرية المؤهلة المتعلقة بالتخطيط الصناعي والرؤية المستقبلية للسياحة، ومخطط المغرب الأخضر، ومخطط رواج، والعقد البرنامج لقطاع النقل، ومخطط تنمية اللوجستيك، والبناء والأشغال العمومية.
- وضع جهاز المراقبة الخاص بالقطاع وبمواكبة إدماج الشباب.
- سياسة جديدة وهيكلة مناسبة للقطاع.
- لا يجب أن يكون قطاع التكوين المهني قلب النموذج التنموي كما جاء على لسان بعض الوزراء، بل يجب إعطائه الأهمية التي تليق به وجعله يلعب الدور المنوط به والذي وضع من أجله، لأن النموذج التنموي المغربي لا يمكن أن ينطلق ناقصا.
النموذج التنموي المغربي مسؤولية جميع الفاعلين، ولا يمكن تصميمه إلا بمشاركة موازية ومتوازنة من طرف الكفاءات والخبرات من جل المؤسسات والفاعلين الاقتصاديين والسياسيين، وعلى الحكومة أن تقوم بدورها أيضا بدمج كل المساهمات في ظل رؤية واضحة مع الأخذ بعين الاعتبار للتوصيات الملكية السامية، وبلورتها في إطار ديناميكي للسياسات العمومية.
حفظ الله مولانا أمير المؤمنين محمد السادس نصره الله وأيده.

"إن تنصروا آلله ينصركم و يتبث أقدامكم " صدق الله العظيم .

و السلآم عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

مواقع المملكة المغربية

فوتو اديتور تعديل الصور1566321139806

خديمة الأعتاب الشريفة
إمضاء : الدكتورة عزيزة الطيبي.

fb_img_1563388819175

قام بإعادة نشر مقال الدكتورة عزيزة الطيبي الأستاذ يوسف الإدريسي علمي و الأستاذ محمد نواري و الأستاذ عزيز فطامي و الأستاذ أحمد فاضل و الأستاذ و الكاتب الصحفي محمد الزايدي و الأستاذ محمد أمين علوي و الأستاذ عبد العزيز الزكراوي و الشريف مولاي ابراهيم محنش و الأستاذ زهير شمالي و الأستاذ عبد العالي لبريكي و الأستاذ أحمد بقالي و الأستاذ مصطفى خطاب المغربي و الأستاذة فايزة الإدريسي علمي و الأخوات الفاضلات فوزية لوكيلي و الشريفة إكرام ياسين و فاطمة نصفي ونور الهدى و الماجيدي السعدية… و باقي الأخوات و الإخوة الكرام.

7454360

117949046

117949064

"الأستاذ يوسف الإدريسي علمي نيابة عن الشريف مولاي عبد الله بوسكروي "

fb_img_1521095132353-1

Publicité
Publicité
Commentaires
Royaume du maroc
  • ⛦⛦⛦﷽⛦⛦⛦ اللهم إحفـــــظ بلادنا و أمن وطننا المغــــــــــــــــرب الحبيب و إجعل هذا البلد أمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين ، اللهم وفق جـــــــــــــلالة المـــــلك سيدي محمد السادس لما تحبه وترضاه يا رب العالمين
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
Publicité
Archives
Publicité